❗خاص❗ ❗️sadawilaya❗
خديجة الشرفي
في ليلةٍ غاب فيها القمر خلف ستار الخسوف، بدا المشهد أشبه بمأساة غزة، حيث تلطّخ ضوءه بدماء الأبرياء، وكأن السماء نفسها ترفع صرخة احتجاج على صمت المتخاذلين.
غزة تنزف منذ سنوات، تحاصرها آلة الحرب الصهيونية بلا رحمة، فيما تتسابق الحكومات على إصدار بيانات إدانة باردة، أشبه بأوراق خريف تتساقط في الريح دون أن تغيّر شيئًا من الواقع.
فأي معنى أن يخسف القمر لدقائق، بينما دماء الأطفال في غزة تُراق كل يوم، ويُحاصر المرضى، وتُقصف البيوت فوق رؤوس ساكنيها؟
إن خسوف القمر مجرد مشهد كوني عابر، أما خسوف الضمير الإنساني والسياسي فهو الكارثة الكبرى. الكارثة أن تتسع دائرة الدم، فيما يختبئ الكثير خلف ذرائع "التوازن" و"الحياد"، تاركين الشعب الفلسطيني يواجه وحده جبروت الاحتلال.
اليوم، لم يعد السؤال عن موعد انتهاء نزيف غزة، بل عن موعد استيقاظ الضمائر من خسوفها الطويل. فدماء الأبرياء لا تسقط بالتقادم، وستظل لعنة على جبين كل متخاذل، تمامًا كما سيظل القمر شاهدًا على ظلمٍ أُريقت تحته الأرواح البريئة.
إعلامية يمنية